قافلة زاد العزة تشق طريقها إلى غزة حاملة دفء الشتاء ورسالة تضامن إنساني

 


انطلقت صباح اليوم قافلة زاد العزة من الأراضي المصرية باتجاه قطاع غزة محملة بعدد كبير من شاحنات المساعدات الإنسانية العاجلة في خطوة جديدة تعكس استمرار الجهود الإغاثية الرامية إلى دعم سكان القطاع في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها منذ أشهر. وجاء تسيير هذه القافلة في وقت يواجه فيه قطاع غزة أوضاعا استثنائية نتيجة العدوان المستمر وتدهور البنية التحتية ونقص الاحتياجات الأساسية مما يزيد من أهمية وصول المساعدات بشكل عاجل ومنظم لتخفيف معاناة المواطنين خاصة الفئات الأكثر ضعفا.

وتحمل قافلة زاد العزة على متنها كميات كبيرة من مستلزمات الإغاثة التي تركز بشكل أساسي على احتياجات فصل الشتاء حيث يعاني آلاف النازحين من قساوة الطقس ونقص وسائل التدفئة والمأوى المناسب. وقد شملت المساعدات نحو ثلاثة وثلاثين ألفا وخمسمائة بطانية إلى جانب ثلاثين ألف قطعة من الملابس الشتوية التي تهدف إلى حماية الأطفال وكبار السن من البرد القارس إضافة إلى خمسمائة مرتبة تساعد العائلات على توفير الحد الأدنى من متطلبات الراحة داخل مراكز الإيواء المؤقتة. كما تضمنت القافلة ستة آلاف وأربعمائة خيمة مخصصة لإيواء الأسر التي فقدت منازلها جراء القصف أو اضطرت للنزوح من مناطقها الأصلية بحثا عن الأمان.

وتأتي هذه الخطوة في إطار تنسيق مستمر بين الجهات المعنية والمؤسسات الإنسانية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها داخل القطاع رغم التحديات الكبيرة التي تعيق عملية الإغاثة وعلى رأسها الأوضاع الأمنية وسوء الأحوال الجوية وصعوبة الحركة والتنقل. وتؤكد الجهات المشرفة على القافلة أن العمل الإنساني مستمر دون توقف وأن هناك جهودا تبذل على مدار الساعة لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية التي تلبي الاحتياجات المتزايدة للسكان.

ويعاني قطاع غزة في الفترة الحالية من أوضاع إنسانية غير مسبوقة حيث تسببت العمليات العسكرية المتواصلة في نزوح أعداد كبيرة من المواطنين وتدمير واسع للمنازل والمرافق الحيوية إضافة إلى نقص حاد في المواد الغذائية والدوائية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. ومع دخول فصل الشتاء تزداد معاناة الأسر النازحة التي تعيش في خيام غير مهيأة أو مراكز إيواء تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة ما يجعل المساعدات الشتوية أولوية قصوى في هذه المرحلة.

وتحظى قافلة زاد العزة بترحيب واسع من قبل المواطنين في قطاع غزة الذين يعولون كثيرا على مثل هذه المبادرات الإنسانية التي تساهم في التخفيف من حدة الأزمة وتمنحهم أملا بالصمود في وجه الظروف القاسية. كما تعكس هذه القوافل روح التضامن العربي والإنساني مع الشعب الفلسطيني وتؤكد أن معاناة غزة لا تزال حاضرة في وجدان الشعوب والمؤسسات الداعمة للحقوق الإنسانية.

وأكد القائمون على القافلة أن هذه المساعدات ليست سوى جزء من سلسلة من الجهود الإغاثية التي يجري العمل على تنفيذها خلال الفترة المقبلة حيث يتم التحضير لقوافل إضافية تشمل مواد غذائية وطبية ومستلزمات أساسية أخرى بالتعاون مع عدد من الشركاء المحليين والدوليين. كما شددوا على أهمية تضافر الجهود لضمان استدامة الدعم الإنساني في ظل استمرار الأزمة وغياب الحلول الجذرية.

وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة تبقى المساعدات الإنسانية شريان حياة لآلاف الأسر في قطاع غزة وتبرز الحاجة الملحة إلى تكثيف الدعم وتسهيل دخول القوافل الإغاثية دون عوائق بما يضمن كرامة الإنسان الفلسطيني وحقه في العيش بأمان وتوفر الحد الأدنى من مقومات الحياة. وتأتي قافلة زاد العزة اليوم لتؤكد من جديد أن العمل الإنساني مستمر وأن غزة ليست وحدها في مواجهة هذه المحنة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم