في ظل الظروف الإنسانية الصعبة وكثرة برامج المساعدات الإغاثية والمنح والخدمات الطارئة يلجأ آلاف المواطنين إلى التسجيل عبر روابط إلكترونية أو نماذج ورقية أملاً في الحصول على دعم يخفف من أعباء الحياة اليومية ومع ازدياد هذه الفرص تزداد في المقابل مخاطر استغلال البيانات الشخصية وسوء استخدامها لذلك أصبح من الضروري أن يمتلك كل متقدم وعياً كافياً بكيفية حماية بياناته الشخصية أثناء عملية التسجيل لأن أي خطأ بسيط قد يؤدي إلى أضرار قانونية أو مالية أو اجتماعية يصعب تداركها لاحقاً
أولاً ما المقصود بالبيانات الشخصية
البيانات الشخصية هي كل معلومة يمكن من خلالها التعرف على هوية الشخص بشكل مباشر أو غير مباشر وتشمل الاسم الكامل رقم الهوية رقم الهاتف العنوان مكان السكن البريد الإلكتروني الحالة الاجتماعية عدد أفراد الأسرة الدخل الشهري صور الوثائق الرسمية وصور الهوية وفي بعض الأحيان تمتد لتشمل معلومات حساسة مثل الوضع الصحي أو الاجتماعي أو القانوني وهذه البيانات يجب التعامل معها بحذر شديد لأنها تمثل خصوصيتك وخصوصية أسرتك
ثانياً لماذا تشكل مرحلة التسجيل خطراً على البيانات
مرحلة التسجيل على المساعدات تعتبر من أكثر المراحل حساسية لأن المتقدم يكون في حالة حاجة وقد يندفع للتسجيل دون تدقيق أو تحقق وهنا يستغل بعض المحتالين أو الجهات غير الرسمية هذا الاندفاع لإنشاء روابط وهمية أو نماذج مزيفة تهدف فقط إلى جمع البيانات وليس تقديم المساعدة لذلك فإن الوعي أثناء التسجيل هو خط الدفاع الأول لحماية بياناتك
ثالثاً كيف تتأكد من أمان الجهة قبل إدخال بياناتك
قبل أن تكتب أي معلومة شخصية يجب التأكد من الجهة القائمة على التسجيل ويمكنك ذلك من خلال عدة خطوات أساسية
1 التحقق من اسم الجهة ومقارنتها بجهات معروفة وموثوقة
2 التأكد من وجود صفحات رسمية معروفة للجهة على مواقع التواصل الاجتماعي
3 البحث عن إعلانات سابقة أو نشاطات موثقة للجهة
4 عدم الاعتماد على روابط مرسلة من حسابات مجهولة أو مجموعات غير موثوقة
أي جهة رسمية أو إنسانية معروفة لا تطلب بيانات بشكل عشوائي ولا تتواصل عبر حسابات وهمية
رابعاً الانتباه إلى نوعية البيانات المطلوبة
أثناء تعبئة أي نموذج يجب قراءة الأسئلة بدقة وملاحظة نوع البيانات المطلوبة
إذا لاحظت أن النموذج يطلب معلومات غير منطقية أو غير مرتبطة بالمساعدة مثل كلمات مرور حساباتك أو بيانات بنكية تفصيلية أو صور شخصية غير ضرورية فهذا مؤشر خطر واضح
الجهات الإغاثية لا تطلب أبداً كلمات مرور أو أرقام بطاقات بنكية أو رموز تحقق خاصة
خامساً حماية الوثائق الرسمية
عند طلب رفع صور للهوية أو المستندات الرسمية يجب الانتباه إلى ما يلي
1 التأكد أن الطلب مبرر وواضح
2 عدم إرسال الوثائق عبر واتساب لأشخاص غير معروفين
3 يفضل كتابة عبارة استخدام خاص للمساعدة فقط على صورة الوثيقة إن أمكن
4 الاحتفاظ بنسخة أصلية وعدم مشاركة الوثيقة أكثر من مرة
الوثائق الرسمية هي أخطر أنواع البيانات وأكثرها عرضة للاستغلال
سادساً استخدام وسائل اتصال آمنة
عند التسجيل الإلكتروني يفضل استخدام هاتفك الشخصي أو جهاز موثوق وعدم استخدام أجهزة عامة أو هواتف الآخرين
كما ينصح باستخدام اتصال إنترنت آمن وعدم التسجيل عبر شبكات مفتوحة
وتجنب حفظ البيانات تلقائياً في المتصفح خاصة عند استخدام أجهزة مشتركة
حماية وسيلة التسجيل لا تقل أهمية عن حماية البيانات نفسها
سابعاً عدم التسرع والاندفاع
كثير من عمليات الاحتيال تعتمد على عامل الاستعجال مثل عبارة آخر فرصة أو التسجيل ينتهي اليوم أو سيتم إلغاء الطلب
هذه الأساليب تهدف إلى دفعك للتسجيل دون تفكير
خذ وقتك اقرأ الإعلان كاملاً تأكد من المصدر ثم قرر
التسرع هو العدو الأول لأمان بياناتك
ثامناً متابعة ما بعد التسجيل
بعد الانتهاء من التسجيل يجب الاحتفاظ بنسخة من البيانات المدخلة إن أمكن
وتدوين اسم الجهة وتاريخ التسجيل
وفي حال تلقي أي اتصال لاحق يطلب معلومات إضافية يجب التأكد أن المتصل تابع فعلاً لنفس الجهة
لا تقدم أي معلومات جديدة عبر الهاتف دون التحقق
المتابعة الواعية تحميك من الاستغلال اللاحق
تاسعاً الحذر من مشاركة البيانات مع الآخرين
تجنب نشر صور استماراتك أو بياناتك الشخصية في مجموعات أو صفحات عامة
ولا تشارك رابط تسجيل خاص بك مع الآخرين إذا كان مخصصاً لك فقط
كما لا تطلب من أشخاص غرباء تعبئة النموذج نيابة عنك
بياناتك مسؤوليتك الشخصية ولا يجب التفريط بها
عاشراً ماذا تفعل إذا شككت بتسريب بياناتك
إذا شعرت أن بياناتك قد استُخدمت بشكل خاطئ
1 توقف فوراً عن التعامل مع الجهة
2 لا ترسل أي معلومات إضافية
3 حاول توثيق ما حدث
4 أبلغ الجهات الرسمية أو المؤسسات المعنية إن أمكن
5 نبه الآخرين من حولك بحذر دون نشر بياناتك
التحرك السريع يقلل من حجم الضرر المحتمل
في الختام
إن التقديم على المساعدات حق مشروع لكل محتاج لكن هذا الحق يجب أن يمارس بوعي ومسؤولية فحماية البيانات الشخصية ليست رفاهية بل ضرورة في زمن كثرت فيه الروابط والنماذج وتنوعت الجهات بين الرسمية والوهمية كل معلومة تكتبها لها قيمة وكل وثيقة ترسلها لها أثر طويل الأمد لذلك كن حذراً دقيقاً واعياً ولا تجعل الحاجة سبباً للتفريط بخصوصيتك وخصوصية أسرتك لأن البيانات إذا خرجت من يدك قد لا تعود أبداً