الراصد الجوي يحذر من منخفضات جوية متتالية وأمطار غزيرة وأجواء شديدة البرودة تضرب قطاع غزة


 تشير آخر خرائط الأرصاد الجوية إلى تأثر قطاع غزة خلال الفترة القادمة بسلسلة من المنخفضات الجوية المتتالية، تحمل معها عودة حقيقية للأجواء الشتوية، بعد أيام من الاستقرار النسبي. هذه الحالة الجوية المرتقبة تأتي في وقت حساس وصعب يعيشه سكان القطاع، ما يجعل متابعة تفاصيلها والاستعداد لها أمرًا في غاية الأهمية، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية القائمة وانتشار آلاف العائلات في مراكز الإيواء والخيام.

بحسب المعطيات الجوية الحالية، يبدأ التأثير الفعلي للمنخفض الأول مع ساعات فجر يوم السبت، حيث يتوقع أن تشهد أجواء قطاع غزة تحولًا تدريجيًا نحو عدم الاستقرار، مع تكاثر السحب وانخفاض ملموس على درجات الحرارة مقارنة بالأيام السابقة. ومع تقدم ساعات النهار، تتهيأ الفرصة لهطول زخات من الأمطار على فترات، قد تكون غزيرة أحيانًا، خصوصًا في المناطق الساحلية والمنخفضة، الأمر الذي يرفع من احتمالية تجمع المياه في الشوارع والأماكن المنخفضة.

ومع دخول ساعات المساء والليل، يشتد تأثير الكتلة الهوائية الباردة المرافقة للمنخفض، لتسود أجواء باردة إلى شديدة البرودة، مع نشاط ملحوظ على سرعة الرياح التي قد تكون قوية في بعض الفترات، ما يزيد الإحساس بالبرودة، خاصة داخل الخيام والمنازل غير المجهزة بشكل كافٍ. هذه الأجواء تتطلب الحذر، لا سيما مع احتمالية تساقط أمطار غزيرة خلال فترات قصيرة.

خلال يومي الأحد والاثنين، يستمر تأثير المنخفض الجوي على قطاع غزة، حيث تبقى الأجواء شتوية بامتياز، باردة نهارًا وشديدة البرودة ليلًا، مع استمرار فرص هطول الأمطار على فترات متقطعة. وتشير التوقعات إلى أن بعض هذه الأمطار قد تكون ذات فعالية جيدة، ما يعني كميات مائية معتبرة خلال وقت زمني محدود، وهو ما قد يؤدي إلى تشكل السيول، خاصة في المناطق التي تعاني أصلًا من ضعف البنية التحتية وشبكات تصريف المياه.

ولا يقتصر الأمر على هذا المنخفض فقط، إذ تشير التحديثات الجوية إلى تأثر القطاع بامتداد منخفض جوي جديد مع يوم الثلاثاء، يعمل على تعميق الأجواء الباردة بشكل أكبر، ويؤدي إلى انخفاض إضافي على درجات الحرارة لتصبح أقل من معدلاتها العامة لهذا الوقت من العام. كما يُتوقع أن تتجدد فرص الأمطار، ما يعزز من تراكم كميات الهطول ويطيل من أمد الأجواء غير المستقرة.

وقبل هذه الحالة الجوية، يسبقها استقرار مؤقت خلال الأيام القليلة القادمة، حيث تسود أجواء معتدلة إلى دافئة نسبيًا خلال ساعات النهار، مع برودة ملحوظة ليلًا، قبل أن تشهد الأجواء انقلابًا واضحًا مع بداية تأثير المنخفضات. هذا الاستقرار المؤقت يُعد فرصة مهمة للاستعداد قدر الإمكان، سواء من حيث تأمين أماكن السكن المؤقتة أو اتخاذ إجراءات وقائية بسيطة تقلل من حجم الأضرار المحتملة.

وفي ظل الظروف القاسية التي يعيشها النازحون في مختلف مناطق قطاع غزة، فإن تأثير هذه المنخفضات الجوية قد يكون مضاعفًا، خصوصًا مع الرياح القوية والأمطار الغزيرة المتوقعة. لذا من الضروري الانتباه إلى تثبيت الخيام جيدًا، وتقويتها بما هو متاح من وسائل بسيطة، لمنع اقتلاعها أو تسرب المياه إلى داخلها. كما يُنصح بمحاولة تصريف مياه الأمطار بعيدًا عن أماكن المبيت، تفاديًا لتجمع المياه داخل الخيام أو حولها، الأمر الذي قد يزيد من معاناة الأسر، خاصة الأطفال وكبار السن.

كما أن البرودة الشديدة المتوقعة خلال ساعات الليل تتطلب الحذر من التعرض الطويل للهواء البارد، ومحاولة توفير وسائل تدفئة آمنة قدر المستطاع، مع الانتباه الشديد لمخاطر استخدام وسائل غير آمنة داخل الأماكن المغلقة. ويُستحسن أيضًا الحفاظ على جفاف الأغطية والملابس، لأن الرطوبة مع البرد قد تؤدي إلى مشاكل صحية، لا سيما في ظل نقص الإمكانيات الطبية.

بشكل عام، فإن الأيام القادمة تحمل طابعًا شتويًا قاسيًا على قطاع غزة، ما يستدعي المتابعة المستمرة للتحديثات الجوية، والاستعداد المسبق بما يتوفر من إمكانيات، مع التحلي بأقصى درجات الحيطة والحذر. فهذه الحالة الجوية، وإن كانت تبشر بموسم مطري جيد من حيث الكميات، إلا أنها تأتي في ظروف استثنائية تجعل آثارها أكثر قسوة، الأمر الذي يتطلب وعيًا جماعيًا وتعاونًا لتجاوزها بأقل الخسائر الممكنة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم