انطلقت صباح اليوم قافلة زاد العزة من الأراضي المصرية باتجاه قطاع غزة في مشهد إنساني يعكس استمرار الجهود العربية والدولية لتخفيف معاناة السكان في ظل الظروف القاسية التي يمر بها القطاع حيث جاءت هذه القافلة محمّلة بعدد كبير من شاحنات المساعدات الإنسانية العاجلة في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الأساسية للسكان نتيجة استمرار الأوضاع الصعبة وتدهور الظروف المعيشية والاقتصادية والصحية وتسعى هذه الجهود إلى إيصال الدعم إلى أكبر عدد ممكن من الأسر المتضررة في إطار تنسيق متواصل مع الجهات المعنية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها
وتأتي قافلة زاد العزة في توقيت بالغ الحساسية خاصة مع دخول فصل الشتاء وما يرافقه من أحوال جوية قاسية أثرت بشكل مباشر على حياة مئات آلاف النازحين الذين فقدوا منازلهم ويعيشون في ظروف إنسانية صعبة حيث تواصل الجهات الداعمة الدفع بإمدادات الشتاء الأساسية للتخفيف من معاناة الأهالي وقد شملت هذه الإمدادات نحو ثلاثة وثلاثين ألفا وخمسمئة بطانية إضافة إلى ثلاثين ألف قطعة من الملابس الشتوية التي تستهدف الأطفال والنساء وكبار السن إلى جانب خمسمئة مرتبة للنوم وستة آلاف وأربعمئة خيمة مخصصة لإيواء الأسر المتضررة التي فقدت مساكنها
وتعكس هذه القافلة حجم التضامن الإنساني مع قطاع غزة في ظل التحديات المتراكمة حيث لم تقتصر المساعدات على جانب واحد بل شملت احتياجات متعددة تراعي الظروف المناخية والمعيشية للسكان فالبطانيات والملابس الشتوية تمثل ضرورة قصوى في ظل انخفاض درجات الحرارة بينما تشكل الخيام والمراتب حلا مؤقتا لعشرات آلاف العائلات التي تعيش دون مأوى آمن كما أن هذه المساعدات تساهم في تقليل المخاطر الصحية التي قد تنتج عن البرد الشديد وسوء ظروف السكن
ويؤكد القائمون على هذه القوافل أن الهدف الأساسي هو دعم صمود المواطنين في قطاع غزة وتعزيز قدرتهم على مواجهة الظروف الصعبة من خلال توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة كما أشاروا إلى أن التنسيق ما زال مستمرا من أجل إدخال المزيد من المساعدات خلال الأيام المقبلة حسب الإمكانيات المتاحة واحتياجات الميدان خاصة مع استمرار تدفق النازحين وازدياد الضغط على مراكز الإيواء والبنية التحتية المحدودة أصلا
وتحمل قافلة زاد العزة بعدا إنسانيا يتجاوز الأرقام والكميات إذ تمثل رسالة تضامن ودعم نفسي للأهالي في غزة بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة هذه المحنة وأن هناك من يقف إلى جانبهم ويسعى لتخفيف معاناتهم قدر المستطاع ورغم كل التحديات اللوجستية والأمنية فإن استمرار وصول القوافل الإنسانية يعكس إصرارا على كسر العزلة المفروضة على القطاع وتقديم يد العون للأسر المتضررة
وتشير التقديرات الإنسانية إلى أن الاحتياجات في قطاع غزة ما زالت كبيرة ومتزايدة خاصة في ظل تراجع الدخل وارتفاع معدلات الفقر والبطالة ونقص المواد الأساسية ما يجعل من هذه القوافل شريان حياة حقيقيا للعديد من العائلات التي تعتمد بشكل أساسي على المساعدات للبقاء ويأمل المواطنون أن تستمر هذه الجهود وأن تتوسع لتشمل المزيد من القطاعات الحيوية كالصحة والغذاء والمياه
وفي الختام تمثل قافلة زاد العزة خطوة مهمة في مسار الدعم الإنساني المقدم لقطاع غزة وتعكس روح التضامن العربي والإنساني في أحلك الظروف ورغم أن هذه المساعدات لا تلبي كل الاحتياجات إلا أنها تخفف جزءا من المعاناة اليومية وتمنح الأهالي أملا متجددا في أن الغد قد يحمل ظروفا أفضل واستجابة إنسانية أوسع تليق بحجم الأزمة التي يعيشها القطاع وأبناؤه
